.
  مذكرات موموح
 

 مذكرات موموح، لماذا؟

"جاءت المذكرات استجابة لشعوري بأن الظروف الاجتماعية والثقافية والمادية التي عشت فيها لم يتم التعريف بها، بل ربما تم تناسيها عن قصد لطمس معالم الجريمة،  فقررت أن أضع أمام الجيل الجديد أحداثاً عِشتُها مؤمِّلاً أن تفيدهم في مساهمتهم لبناء مستقبل أكثر إشراقاً.

لا أعتقد أن للأمر علاقة بتكويني الدراسي، فأنا حين أكتب محاولات في الشعر أو غيره  في موضوع  "تحفورت" أو "بويبلان" و في رثاء ابنتي "عفراء" أعتمد إنتاجات القلب فقط وأوظفها في التعريف بالمنطقة و بمعاناتها.

من المؤكد، من جهة أخرى، أنني أعشق "تحفورت" حتى النخاع و أحن إليها على الدوام لكنني متأكد كذلك من أنني لم أكتب مذكراتي بدافع الحنين و النوستالجيا فقط، بل، و كما سبق  لي أن أوضحت ذلك  إن كتابة مذكرات موموح ليست هدفاً في حد ذاته، ولكنها وسيلة تندرج ضمن رؤية خاصة ترتكز على مبادئ الماركوتينك المجالي الذي هو اختصاص أعتز به.

لا تهدف المذكرات إلى تشخيص وضع عام و لكنها تتناول معاناة طفولة القرى في سياق تاريخي و في نقطة جغرافية معينة انطلاقاً من تجربة شخصية، إنها إشهار و تشهير برداءة و بغياب التجهيزات الخدماتية بالبوادي خاصة منها الجبلية، تحفورت نموذجاً"...

 

"إن ظروف موموح كانت مقززة فعلاً ، و وصف هذا الواقع هو أمر عادي و طبيعي ما دامت السيرة الذاتية تقتضي البوح و الاعتراف و الصدق والالتزام    بالواقع، إنه الواقع يحكيه موموح كما عاشه بدون رتوشات و ليس كما يتخيله عن قصد أو عن غير قصد ليصنع منه قصة .

 إن تعرية موموح لا يمكن أن تكون قراراً مجانياً و لا تصويراً كاريكاتورياً، كما أن تعرية أوضاع تحفورت لا يمكن أن تندرج ضمن جلد الذات أو احتقارها، و كما قلت سابقاً في إحدى تعليقاتي إنني أعتز ألف مرة بأنني أنا موموح و أفتخر مليون مرة بانتمائي إلى حيث عاش موموح.

كوْني وددتُ الركوب على الحقائق المرتبطة بمعانات موموح لأُعَرِّف بإشكاليات التنمية التي تحول دون تطور الأمور بقُرى الأعالي، هذا صحيح،  لكن الوصف الدقيق كان تقنية من تقنيات التصوير الفني أريد بها الإقناع  فقط  و قد طالت جوانب و شخصيات أخرى و لم يكن التركيز على موموح أمراً مقصوداً كما أنه لم تكن تهمني الجوانب المشرقة في شخصية موموح باستثناء ذكاءه الذي يعتبر سلاحه الوحيد".

 

"موموح، هو منتوج جبلي بامتياز، هو نموذج الطفل القروي الذي صار رجلاً قبل الأوان، موموح إنسان من صنع مدرسة الخوف و المعاناة  و الحرمان، هذه المدرسة التي جعلت منه شخصاً متطرف الذكاء ينظر على الدوام إلى الأعالي و بالأشواك لا يبالي و يسلك منهج الشك ليبلغ الحقيقة، متشبث بأرض أجداده و متشبع بأمازيغيته.

موموح في آخر المطاف هو مناضل من آيت وراين يطمح إلى إعادة النظر في تقييم مؤهلات منطقة أيت وراين في اتجاه صناعة مستقبل يصون كرامة أهله".

 

محمد الصفا
مقتطفات من حواره مع "مابريس".

 
  Aujourd'hui sont déjà 19725 visiteurs (49564 hits) Ici! Copyright Mohamed SFA 2008  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement