مذكرات موموح
سيرة 01
محمد الصفا
تعسٌ حظه، ينام جهة الباب لأنه كبير إخوته، يوقَظ ركلاً كما يجذب رئيس الغفر عونه الذي غذر بأجفانه النعاس.
لا ينزعج لذلك فقد ألف الجذب حد الاستساغة، و كيف له ألا يستسيغ و هو يعلم أنه سيعاقب على تبوله اللاإرادي بالفراش.
يلملم أنفاسه المختنقة بالرائحة فينتبه إلى فضيحته التي يشهد عليها حصير مبلل (أجرتيل أو واري) و شبه لحاف قديم (تحلاست) قالوا إنه يصلح "كغطاء" رغم أنه لا ينتج أي دفء.
على خذيه "طابع" الحصير، و دون أن يغير ملابسه، فهو لا يملك الا تلك التي ينام بها، و دون أن يغسل بوجهه يذهب مباشرة الى حيث الكانون و يأخذ إبريقاً من القصدير أبيض الأصل لكن قعره و ظاهره صارا سوداوين من الكلس و الدخان و يفرغ منه ماءً فاتح السواد يكاد يرى من خلاله (إسليلا) يقال له ا"لقهوة".
يحمل شبه محفظة طلتها بقع الزيت في يده اليمنى و رزمة من حطب التدفئة بساعده الأيسر ثم يذهب الى المدرسة...
|