مذكرات موموح
سيرة 05
محمد الصفا
يُكرر موموح حركات التلويح بيديه ليُبْعِدَ الذباب عن جنبات فمِه التي لاطَتْها بقايا أكْلٍ ردئ، هو خبزٌ فطيرٌ صُنِعَ من شعيرٍ قَرضَتِ السوسةُ نِصفَهُ مع زيتونٍ أسودَ و بصلٍ قُلِعَ من "البَحيرة" لِيُضْرَبَ به على حَجَرِ الكانون ليصير فُصوصاً يَقرضُها موموح بِنَهَمٍ شديد.
يَتَمَرْجَحُ موموح أمام دفئ الكانون و قد استحلى صفيراً ينبعث من غليان الماء ب "أَغَلاّيْ" إلى أن يُقْفِزَهُ صراخُ أمه و هي تُنبهه ليسحبَ رجلَه التي غاصت في رماد الكانون.
ينهض موموح و هو يحاول إخراج دجاجتين من "تَدّارْتْ" كانتا تتنازعان بقايا خبزه فيصطدمُ أَخْمَصُ إحدى قدميه بمُخَلفات إحداهما فيقفز كأنه وضَع رِجْله فوق لُغْمٍ على الطريق، يمسح موموح بقدَمِه على جنبات حَجَرٍ بالباب تُوضَعُ فوقه قِرابُ الماء (أيْدّيدْ) ثم ينطلق مُتدَحْرِجاً كالكُرة خلْف الدجاجتين لينتقم ل"نظافة" قدمه المُلوّثة رامياً عَدُوّتَيْه بمكنسة من الدُّوم و هي تتمايل هاربة بالزقاق، تُخطِئُ رميةُ موموح هدفَها فيُزَمْجِرُ "جَرْمون" احتجاجاً على إصابة المكنسة لإناء أكْلِه "تْسارَسْتْ".
|