.
  سيرة 3
 

مذكرات موموح
سيرة 03

محمد الصفا

كان يلبس قميصاً واسعاً لون التراب مرقط بنقط سوداء تفيد حضور البراغيث (تكَدوارت) و هو قطعة واحدة من القماش الردئ يربطه بخيط صوفي على مستوى الحزام.
لم تكن لديه ملابس داخلية، وقتها لم يكن التبان مألوفاً و لا معروفاً بالقرية، فبقدر ما كان عضوه الحميمي الصغير حراً طليقاً تحت القميص بقدر ما كان عرضة لأخطار كثيرة.
بالكاد يستطيع أن يتذكر كيف كان يتوارى عن الأنظار، كما النعامة، خلف جدع شجرة الزيتون المجاورة لبيت عائلته الترابي لقضاء حاجاته كباقي أقرانه، لكنه يتذكر جيداً كم كان القميص ملائماً و كيف كان يبحث بين جدور ملجئه عن حجر أملس و كيف كانت الكلاب، في تنافس مع الدجاج، تقوم مباشرة بتنظيف المكان.
و بحكم حساسية الموضوع في وسط محافظ جداً فإن أحداً لم يكن ليتفضل بتوجيهه ليغتسل بالساقية التي تخترق الدوار، إنه بالتأكيد لن يجرؤ على ذلك لأنه ينبطح كما كل الأطفال مرات عديدة في اليوم ليرتوي من الساقية، إنها مقدسة...
لم يكن بالقرية مراحيض، الهواء الطلق بيت لراحة موموح الذي كان يسأل نفسه عن عدم معانقة الفتيات لجدوع الزيتون...

 
  Aujourd'hui sont déjà 19734 visiteurs (49609 hits) Ici! Copyright Mohamed SFA 2008  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement