مذكرات موموح
سيرة 02
محمد الصفا
حافي القدمين يمشي مترنحاً تكاد ساقاه النحيلتان تخون، كل الحرمان يهون : فهو مسافر حيث النور، إنه ذاهب إلى المدرسة.
المدرسة قرارٌ استصدرته "جماعة" القرية من سلطات "البيرو" ، إنها بيت قديم من تراب ليس له باب تم استصلاحه فصار أول قسم في التاريخ ... بعد أن كان اصطبلاً.
وجد نفسه بين خليط من الأطفال و "الشباب" جاءوا من كل دوار عميق ليكملوا النصاب. لم يُجَهز الاصطبل بعد بالطاولات فجلس الجميع كما ب "المسيد".
نادى المنادي بأن المعلم قادم، فتوجس الصغير دون أن ينضبط، انصبت عيناه الصغيرتان على الباب و هو يتخيل هذا الكائن العجيب القادم من عالم آخر.
دخل المعلم، رجل طويل القامة من فاس، إنه السيد السوماتي (احتراماتي سيدي).
و رغم أن المعلم يعرف لغة أخرى غير لغة أمهات الأطفال فإن الأنوار قد طلعت على القرية، et la lumière fut على حد تعبير صديقي محمد لطفي ...
|