مذكرات موموح
سيرة 53
محمد الصفا
… اسمُها مريم، ليست مريم التي درسَتْ مع موموح بتحفورت، و لا هي "مريم أعَّلَّا" جدَّةُ والد موموح ...
هي درسَتْ بأمريكا و تسُوق طائرتها بنفسها و انتُخِبتْ لتترأس مجلس من يصنعون الاقتصاد الوطني... أكتفي بهذا القدر...و معذرة أيتها البَركانِيَّة عاليَّة القدر !
... اسمُها نجاة، ليست نجاة التي اشتغلتْ مع موموح و التحقتْ بالرفيق الأعلى (رحمك الله يا نجاة)، و لا هي نجاة المُغنِّيَّةُ الشعبيّة المشهورة... هي "يَلِّيسْ نْ بلقاسْم" التي درستْ و عاشتْ بفرنسا، الوزيرة النَّاطِقة باسم بلاد الأنوار... أكتفي بهذا ومعذرةً أيَّتُها الرِّيفِيَّةُ الحسناء !
لم تكُنْ حال أُمِّ موموح و نِسْوَةِ تحفورت و كلِّ فتيات قُرى الأعالي لتجْعلَ موموح يَمُرُّ على ما حملتْهُ إليه الأخبار مَرَّ الكرام.
عادت الأسئلة الكبرى لِتُؤرِّقَ موموح و تُنَغِّص عليه رُوتين يَوْمِهِ الهادئ...
أكان على أُمِّ موموح أن تدرُس...ثُمَّ أن تدرُس بأمريكا أو تعيشَ بفرنسا حتى يكُون لها شأنٌ عظيم ! لا عليكِ يا "بْطاطا نْسِي مُحند" إن لكِ عند موموح لَشأناً يفوقُ كلَّ شؤون جميع "مَرْيَماتِ" الدُّنيا.
كالقنَّاص يَرمِيني صديقي "حكيم" بصُوَّر جميلة لنساء و فتيات "تمازغا" و هو أمرٌ لا يُساعد موموح على الخروج من تحفورت، نساءٌ يُعانين من غياب الخدمات الاجتماعية خاصَّةً بالأعالي حيثُ ظروف العيش القاسيَّة، و فتيات في عمر الزُّهور يُشبِهْن "تِلُولُّيِين نْ بَلَّعمَانْ" محرومات من التَّعلُّم و من الحدِّ الأدنى لشروط التَّمَدرُس.
أليس من بين صُوَّرِك يا "حكيم" واحِدة لفتاة من الأعالي تشِعُّ عيناها ذكاء يُمكِنُها أن تصير وزيرة أو برلمانية ؟
هل يتطلَّبُ الأمرُ الدراسة أو الإقامة خارج الوطن بأروبا أو بأمريكا حتى تُنتِجَ الأعالي مثيلات مريم بنصالح و نجاة بلقاسم ؟
لم ينتبه موموح من حُلْمِه الطَّموح إلَّا على وَقْعِ صفعة الرئيس الفرنسي على الخدِّ الأيْمَن لِذكاء ابن تحفورت حين كرَّس مبدأ المُناصفة الفِعلِيَّة من خلال تعيينه لحكومة نصفُها نساء... كما لم يَنْجُ الخدُّ الأيسر لذكاء موموح حين بَعثَ بِ "تِيفْ إتْرِي" للدراسة ببلاد "موليير" فأعادوها إليه مَسجِيَّةً في صندُوق... |
