.
  سنابل خضر و أخر يابسات
 
محمد الصفا

 سنابلُ خُضْر و أُخَرَ يابسات

أستحضر نقط القوة الكثيرة التي تتمتع بها هذه المناضلة العصية فيزداد عشقي لها، فأذوب حباً في هذه الحضرية الفاتنة التي هي منبع الخير كله،  هذه "العبدونية" الجميلة التي هجرها البحر بعد أن حملت منه سماداً يُحيي الأرض فيُخرج من أحشائها سنبلات خضر يانعات.

تحدثني المعطيات فأهتز نشواناً يغمرني الاقتناع بعلو كعب حبيبتي، فهي ليست تحت الأرض فقط بل هي فوقها كذلك، إنها الفضاء المعطاء، أرض الله التي باركها بأن جعل الناس تلتمس الرزق في خباياها.

و أستشرف الأفق فأراه سياراً و سلطاناً ينفذ منه الذهب المنتج.

أخرج ... أبحث عنها لأعانقها .... ماذا أرى ؟

عربات آتية من قديم الزمان ... لم يقبل بها الأجداد، فكيف رضي بها الأحفاد ؟

عربات تجر خيبة الفشل و تخدش الجولان...  أرى الجمال يئن تحت وطء شبه العجلات و يختنق من بقايا دواب القرى

آه،  يا شجر الزيتون، أيها المبارك، يا من تحب جذورك تربة البوادي، غرسوك فوق الرصيف لتقتات من البقايا العادمة ... لن يضيئ زيتك بعد اليوم

أرى، مهمشاً  قروياً يغتصب فاتنتي كل نهاية أسبوع.

أرى سنابلها الخضر... تتمنع على أفواج متجولة تفترش ضرعاً ... انتهت صلاحيته،

أراها يبست بفعل الزحام ... جففتها رسوم الجابي ...  و هدايا للمختار العاجز.

آه يا حبيبتي، يعربد الجهل في فضاك فلا تغضبين ... يتصابى بالجنبات سائقو كل العربات فيصفر ضوءك الأحمر خجلاً 

فترتعدين.

يهجرك البنون إلى بلاد الأحذية ... يعودون، فتختنقين بالأكسيد.

يعودون ...فترفل الصبايا إلى زفاف يدوم عمر المشي من معوقة العقارب حتى بيت الميزان 

أمازيغي أنا، جئتك  من بعيد... خدوم ألتمس العشق و أدعو حتى أراك حقاً ... حضرية.

 
  Aujourd'hui sont déjà 19734 visiteurs (49601 hits) Ici! Copyright Mohamed SFA 2008  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement