موموح و مربُوح
الفصل 8 : رُؤَالُ اللَّقَط
مربُوح: عيدُك مُبارَكٌ و سعيدٌ يا موموح.
موموح: كيفَ لِلْعيدِ أن يَعُودَ بِحَالٍ تَمْلَأُها السعادة يا أبا صابر؟
مربُوح: منذُ عرفْتُك يا موموح ما أسْعَفَنِي حَظِّي حتى أراكَ مُنْشَرِحاً، فأنتَ على الدَّوَامِ تَحْمِلُ هَمَّ الأُمُور.
موموح: أمّا أنَا فمُنذُ عرفتُكَ ما رأيْتُ مَنّاً و لا خَيْراً نَزَلَ على أرضٍ يَسْكُنُها مَنِ انْتَدَبُوك.
مربُوح: خِلْتُكَ زَايَلْتَ عادتَكَ القديمة في انتِقاد كُلِّ شيء، أَوَ لَمْ تَرَ الأطْوِرَة كيف رُصِفَتْ و الدَّوَّارات كيف رُسِمَتْ و النَّخْلَ السَّامِقاتِ كيف غُرِسَتْ؟
موموح: قَوِيٌّ جوابُكَ لا يُرَدُّ يا أبا جحْش! و برنامجُكَ شَهِيُّ العَلَفِ يسيلُ لهُ رُؤَالُ كُلِّ المرابيح، و أثْمِنَةُ النَّخْلِ تُغْرِي كُلَّ مُخْتَارٍ خَوَّانٍ أثِيم.
مربُوح: أنتَ على حقٍّ يا موموح، بِدون النَّخْلِ يبقى العَلَفُ لَقَطاً للأطْيار لا يستَهْوي المرابيح.
موموح: حَسِبْتُ شَهْوَةَ المرابيح لِلَّقَطِ أقْوى، أوَ ليْسَ جَمْعُ النُّثاراتِ أسْهَلُ و أجْدَى؟
مربُوح: فَرْقٌ شاسعٌ بين النُّثارَةِ و النُّثالةِ يا موموح، أُفَضِّلُ الأخيرةَ... فمَجْهُودُ الاستخراجِ يُعَدُّ قيمةً مُضافَة.
موموح: لا هذه و لا تلك يا عُنوانَ الرّداءة، أرى أن الأنسبَ هي حُثالَة.
مربُوح: لُقَعَةٌ أنْتَ... تَرْمِي بالكلام على عواهِنِه يا موموح.
موموح: أتُكَذِّبُني يا حُثالَ المرابيح ! انظُرْ إلى أعْجازِ نَخْلاتِكَ كيفَ صارتْ عَوَاهِنَ يابِسة و إلى إِنْجازاتِكَ كَمْ فيها مِنْ شُقُوق، ثم ارجِعِ البصرَ كَرَّتيْن و دَقِّقْ في السِّجِلّاتِ كَمْ تَرَى مِنْ خُرُوق.
|