مُومُوح و مَرْبُوح...
الفصل 2 : المدينةُ السُّوق
مُومُوح: مربُوح، أراكَ على عجَلَةٍ مِن أمْرِك، إلى أيْن أنتَ ذاهِبٌ يا أخي ؟
مربُوح: قُلْتَ أخي! صدَقْتَ... نحنُ إخْوَةٌ في الدَّبيب على الأرض، أنا مُتَوَجِّهٌ إلى السُّوق.
مُومُوح: و لِما الاستعجال؟ "رُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ رَيْثاً" كما قال الأوّلُون، ثُمَّ إنّ المدينة صارتْ سُوقاً "عْلى حَدّْ الشُّوفْ"، يُمكِنُكَ أنْ تَتَبَضَّعَ حيْثُ أنْتَ.
مربُوح: لَمْ أنتبِه إلى ذلك رغمَ أنّني مِن مصادِرِ القرار !
مُومُوح: "رُبَّ فَرُوقَةٍ يُدْعَى لَيْثاً"، عن أي قرارٍ تتحدّثُ يا مربُوح؟ لقد صارتْ المدينةُ مساحةً عشوائيّةً كُبرى، فبيْنَ السُّوقِ و السُّوقِ سُوقٌ و أنتَ تَحْسِبُ أصحابَكَ المُخْتارينَ أيْقَاظاً يتَّخِذون القرارات... و هُمْ في الحقيقية رُقُودٌ سُقُوطٌ كَأعجازِ نخْلٍ خاوِيّة.
مربُوح: لقد قَضَيْنا حاجاتِ الشّبابِ بترْكِ الحَبْلِ على الغارِبِ مِصداقاً لاحترامِنا لمبدأ حُرِّيّة التجارة، ثمَّ قرّرْنا تبسيطَ المساطر فاختلطَ الحابلُ بالنَّابِل فخلقنا بذلك رواجاً منَ الهرَجِ و المَرَج تَنتفِعُ به كُتَلُ الّلوائح.
مُومُوح: "رُبَّ غَيْثٍ لم يكُنْ غَيْثاً" و رُبَّ مدينةٍ سكَنَتْها الفوْضى.
مربُوح: "رُبَّ ضارّةٍ نافِعة".
مُومُوح: أنتَ يا مربُوح "أكْذَبُ مَنْ دبَّ ودَرَجَ"...
|