.
  الفصل 2 : المدينة السُّوق
 

مُومُوح و مَرْبُوح...
الفصل 2 :  المدينةُ السُّوق

 

مُومُوح:  مربُوح، أراكَ على عجَلَةٍ مِن أمْرِك، إلى أيْن أنتَ ذاهِبٌ يا أخي ؟

مربُوح:  قُلْتَ أخي!  صدَقْتَ... نحنُ إخْوَةٌ في الدَّبيب على الأرض، أنا مُتَوَجِّهٌ إلى السُّوق.

مُومُوح:  و لِما الاستعجال؟  "رُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ رَيْثاً" كما قال الأوّلُون، ثُمَّ إنّ المدينة صارتْ سُوقاً "عْلى حَدّْ الشُّوفْ"، يُمكِنُكَ أنْ تَتَبَضَّعَ حيْثُ أنْتَ.

مربُوح:  لَمْ أنتبِه إلى ذلك رغمَ أنّني مِن مصادِرِ القرار !

مُومُوح:  "رُبَّ فَرُوقَةٍ يُدْعَى لَيْثاً"، عن أي قرارٍ تتحدّثُ يا مربُوح؟  لقد صارتْ المدينةُ مساحةً عشوائيّةً كُبرى، فبيْنَ السُّوقِ و السُّوقِ سُوقٌ و أنتَ تَحْسِبُ أصحابَكَ المُخْتارينَ أيْقَاظاً يتَّخِذون القرارات... و هُمْ في الحقيقية رُقُودٌ سُقُوطٌ كَأعجازِ نخْلٍ خاوِيّة.

مربُوح:  لقد قَضَيْنا حاجاتِ الشّبابِ بترْكِ الحَبْلِ على الغارِبِ مِصداقاً لاحترامِنا لمبدأ حُرِّيّة التجارة، ثمَّ قرّرْنا تبسيطَ المساطر فاختلطَ الحابلُ بالنَّابِل فخلقنا بذلك رواجاً منَ الهرَجِ و المَرَج تَنتفِعُ به كُتَلُ الّلوائح.

مُومُوح:  "رُبَّ غَيْثٍ لم يكُنْ غَيْثاً" و رُبَّ مدينةٍ سكَنَتْها الفوْضى.

مربُوح:  "رُبَّ ضارّةٍ نافِعة".

مُومُوح:  أنتَ يا مربُوح "أكْذَبُ مَنْ دبَّ ودَرَجَ"...

 
  Aujourd'hui sont déjà 19734 visiteurs (49590 hits) Ici! Copyright Mohamed SFA 2008  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement