مُومُوح و مَرْبُوح...
الفصل 1 : المدِينة المُمْكِنة
موموح: أهلاً بكَ أُستاذ مربوح
مربوح: كفاكَ تهكُّماً يا موموح، أنت تَعلمُ أنّ مِثلَ هذه الألقاب تُعتبَرُ سُبَّةً في حقِّ فَصيلَتِي...
موموح: مرحباً بكَ يا سيِّدَ الأفراس.
مربوح: خِلْتُكَ من فصيلة تمْتَهِنُ الفَهْمَ، لكنّك في الواقع لا تُفرِّقُ بين البَردَعةِ و السَّرْج !!
موموح: أنت على حق يا صديقي، لا تُؤاخِذْني بما لمْ أستطِعْ فهْمَه فقد سمعتُ أصحابَ الفَهمِ من فصيلتي يقولون: إذا وجدْتَ أحدَهُمْ يركبُ حماراً فقُلْ له "مبروكْ العَوْدْ"، فحَسِبْتُكَ و الفرَسَ سِيَّان.
مربُوح: موموحُ أَعرٍضْ عن هذا، حَسِبْتُ فصيلتي وَحْدَها مَن تُحِبُّ الزِّحامَ، فقد أُوتِيَّتْ عِلْمَ الرَّكْلِ والجِدال.
موموح: عَبِقُ الجَنَابِ أنتَ، كأَنَّك ضُمِّخْتَ بالمِسْكِ و بالأَناب...
مربُوح: أهِيَّ شتيمَةٌ أُخْرى؟ ...
موموح: أنا أمدَحُكَ يا رَجُل.
مربُوح: قُلْتَ رَجُل!!! اسمعْ يا هذا، تنزِلُ من الأعالي و تَشْتِمُني و تُنَظِّرُ لمدينةٍ مُمْكِنة بدون "مرابيح" أمْثالي، أنَسيتَ يا موموح أن مدينتك لنْ تُصبِحَ مُمْكِنة إلَّا إذا مارَسْتَ فَنَّ المُمْكِن مِثْلي.
موموح: أنتَ كَمَنْ يُواجِهُ الرِّيح يا صديقي، أمّا أنا فكُلّ طُموحي أنْ أرى بمدينتي رصيفاً نظيفاً و عُشْباً أخضرَ يانِعاً و أسْفَلْتاً ممْنُوعاً مِنَ الحُفَر، أليسَ ذلك مُمْكِناً، ألَمْ يكُنْ ذلك في مُتناوَلِ أصدقائك مِنْ مُمْتَهِني فَنِّ المُمْكِن؟ لكنّهُم انْصَرَفوا إلى مآرِبِهِم فعَقَرُوهَا... فصَرَفَ الله قُلُوبَهُمْ.
مربُوح: طُمُوحُكَ هو طُمُوحي، فأنا أعشقُ العُشْبَ و أقْتاتُ مِنَ النِّفايات و أحبُّ الرّصيفَ لأنّه يصلُحُ معالِفَ لنشرِ الحُبُوبِ و الشعيرِ و يُعْجِبُني الأسَفَلْتْ فهو يُيَسِّرُ عمَليّة جَرِّ العربات.
موموح: مُثْقَلٌ أنتَ يا "مربُوح" بأسفارَ غير مكتُوبًة، ما "نَايْضْشْ مَا نَايْضْشْ".
|