موموح و مربُوح
الفصل 5: الجَّايْحة
موموح: و ما تِلْك الأغنام بصُورَتكَ يا أبا صابِر؟
مربُوح: لقد َجَعَلْتُ للمدينة مِمَّا ذَرَأَ الله مِن الأنْعامِ نَصيباً.
موموح: أوَجَدْتَ ظِلْفَكَ عند الحَضَرِ، ألا يكفيكَ يا مربُوح أنْ جعَلْنَاكَ مِنَ الأوَالِفِ... فدفعْتَ بغَنَماتِكَ لِتجْتاحَ الشارع؟
مربوح: لم أدْفَعْها بل نزلَتْ إلى "الميدان" مِن تلقاء نفسها، أليس ذلك مِن حقِّها؟
موموح: خِلْتُ البادِيّةَ "ميدانَها" المُحرَّر، و إنّي لَأَخافُ أنْ يَضُرَّ بِأظْلافِها الأسْفَلْتُ.
مربُوح: لم يعُدْ للباديّةِ خُفٌّ و لا ظِلْفٌ بعد أنْ هاجَرَ الكُلُّ و تَحَضَّرَ .
موموح: لغَنَمَاتِك أن تُمارِسَ حقّها في الهجرة... لكنِّي أخافُ أن يأْكُلَها الذِّئْبُ و أنتَ عنها منَ الغافِلِين.
مربوُح: لم تعُدِ الغنماتُ تهوى رحلةَ الشتاء و الصيف و ما عاد يسْتَهْويها التَّداوُلُ بين الأعالي و السُّهول.
موموح: لكنّ خارطةَ طريقِها الجديدة تتناقَضُ و شُروط التّأْهيل الحضري.
مربوح: التّأهيل الحضري ! ضَرْبَاتُو الجَّايْحَة .... هو في المِشْمِشْ، يَقُولُها مُهَرْنِقاً.
|