موموح و مربُوح
الفصل 6: قيسارِيَّةُ الخُضَر والحُوت
مربوح: ما بِك غاضبٌ و أنت تغادرُ صاحبَ الحُوتِ يا موموح؟
موموح: لا تَسْألْني يا أبا صابر عنْ شيء إنْ يَتَبَدَّى لكَ يَسُؤْكَ.
مربوح: أراك تُحمِّلُني ما لا علاقةَ لي به!
موموح: أنت و كُلُّ مرابيح المجلس أعلمُ بحال سُوقِ الحُواطَة يا مربوح.
مربوح: لستُ أنا المسؤولُ عن يَباسِ البحريْن (وْلادْ لَبْحَرْ لَكْبارْ و وْلَادْ لَبْحَرْ صّْغَارْ) الذي صَيَّرَ الأسماكُ في حِوَاذٍ بعيد.
موموح: أنتَ و إخْوَتُكَ جَعَلْتُمْ السُّوقَ ظُلُمَاتٍ فِي فضاءٍ وَسِخٍ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ الصّراصيرِ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ منَ القاذورات فَوْقَهُ سَحَابٌ منَ الذُّباب.
مربُوح: أنتَ الحَنِيكُ يا صاحِبي تَعْلَمُ أنّ سحائبَ "مِدّْ تِكّْ" تأْتِي بحاوِيَّاتِها الخُضْرِ قُبُلَ الفَجْرِ لِتُسَمِّلَ السُّوقَ لعلَّكَ تَرْضَى يا موموح.
موموح: عنْ أيِّ سوقٍ تتحَدَّثُ يا أبا جحش؟
مربوح: سوق الخُضَرِ و الأسماك أيُّها الفهيم موموح.
موموح: تقصِدُ حَيْثُ النَّجَّارُ يبيعُ الطَّماطِمَ و الخَيَّاطُ يُزَرْكِشُ الفساتين بحَبَّاتِ الفُول و الزَّيتُون.
مربُوح: عيْنُكَ بحرٌ لا ساحلَ له يا موموح، أنتَ ترى ما لا ترى المرابيحُ أمثالي.
موموح: الطّرْفُ هو رائدُ القلبِ و العقلِ يا أبا صابر.
مربُوح: كيفَ للطَّرفِ أنْ يرى في ظُلُماتٍ بعضُها فوق بعض.
موموح: دامَ لك الحَوْبُ إلى العَلَفِ يا عاشقَ الرَّداءَةِ و المسْكَنة.
|