مُومُوح و مَرْبُوح...
الفصل 3 : المدينةُ الرّداءة
موموح: رَداءَتُكَ مُباركةٌ يا أبا صابِر.
مربُوح: أشكُرُكَ عزيزي موموح على لُطْفِكَ لكنّني لا أفْهَمُ أسبابَ نُزُولِ الكُنْيَةِ الجديدة (أبا صابِر).
موموح: لَوْ كانتْ أسْفارُكَ مكتُوبةً لعرفْتَ أنْ لا فَضْلَ لي في كُنْيَةٍ اخترعَها لك الأعرابُ القُدامى بسببِ تَحَمُّلِك و صبْرِك .
مربُوح: هيّ فعلاً كُنيةٌ أعتزُّ بها و أستحِقُّها بحُكْمِ رُفقَتي الدَّائمة لِلْكُتَلِ التي تختار و بسبَبِ حِرْصِي على خدمة المَحْمُوراء.
موموح: فِعلاً يا أبا صابر، أنا لا أُنكِرُ أنّكَ تَعِبْتَ مِنَ النُّهاق و أنَّكَ تهْوى القائلَةَ تحت شمسِ الرَّداءة فتمُوتُ مِنَ الظّمَأِ و الماءُ مَحْمُولٌ فوق ظهْرِك.
مربُوح: اتَّقِ اللهَ في دَوَابِّه يا مُومُوح، أتَراني أحْمِلُ ماءً ؟! لم تُخْبِرْنِي أُمُّ جَحْشٍ بذلك.
موموح: سَنِقٌ أنتَ مِنْ أَكْلِ الشَّعير يا أبَا جَحْش، و أراكَ مِنْ أجْلِ ذلك استأْتَنْتَ و هُنْتَ بعدَ عِزٍّ بِسَبَبِ امْتِهانِكَ للْانبِطاح و لِنِضالِكَ المُسْتَمِيتِ لكسْبِ مُبارَياتِ الحساب بفضاءِ البَيْدَر.
مربُوح: مُرْغَمٌ أخَاكَ لا بَطل، فعدَدُ المرابيح أمثالي يُناهِزُ عدَدَ رِفَاق "عَلي بابا" و عَجَزْنا بِسَبَبِ مُزاحمَة بعضِنا البعض على تجاوُزِ الرّداءة في تدبير شأن الجَرٍّ الحضري، أمّا مُخَطَّط الأُمِّيّة... عَفْواً أقصِدُ كلِمَةً لمْ أعُدْ أتذَكَّرُها...، فهو مكتُوب بالأصفارِ في أسفاري في لُغةِ الهندِ الصِّينِيّة، بالكادِ أتَهَجَّاها.
موموح: اسْمَعْ يا مربُوح، حتى لُقْمَةَ العَلف التي تجنيها مِنْ دَوْرِكَ القديم هذا ركِبْتَ من أجْلِها أعْجازَ الإبِل و كُنْتَ كَالفَلّاحِ العاجِزِ الذي نَظَرَ إلى قَرْيَتِه فقَالَ أَنَّى تُنْمِي السّاقِيّةُ هذه و قد صارتْ يَباساً...
مَربُوح: اليَباسُ يا موموحُ هو أحلى الأعلافِ بالنِّسْبَةِ لفصيلَتي و هو أفْضَلُ مِنَ كَلَإ المَرَجِ الخَصِيب الذي تُحِبُّه الأبقار.
موموح: انْظُرْ إِلَى علفك مِن اليَباسِ قدْ تَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى أتانِكَ إنّها غادرَتْكَ إلى أهلِها بِبَني حَمّار بسبَبِ رَداءَتِكَ.
مربُوح: سَبَقَ لِأُمِّ جَحْش أنْ نصحَتْني بالبقاء إلى جوارها حتى تُعَلِّمَني مِمَّا عَلَّمَتْها المَأْتُوناء، لكنّني ركِبْتُ رأسي فاسْتَأْتَنْتُ كما استأْتَنَ بعضُ البشر فما فهِمْتُ المُخَطَّطَ.
|